أخي المسلم .. أختي المسلمــــة :
أسأل الله تعالى أن يلهمنا وإياك التوفيق والسداد ، ويهدينا سواء السبيل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
مسألة السرحان في الصلاة :
فهذه تنشأ عن أمور :
(1) فساد في القلب ، فالقلوب آنية الله في الأرض ، وكل إناء بما فيه ينضح .
(2) عدم تعظيم قدر الصلاة على الوجه المطلوب ، وهذه سببها عدم تعظيم الله على ما يليق به سبحانه كما : " وما قدروا الله حق قدره "
(3) الغفلة الناشئة بالانشغال عن الله فيكل الله شأن المنشغل عنه إلى نفسه .
والعلاج بالتالي يكون :
(1) إصلاح القلب بكثرة الاستغفار وتجديد التوبة ، وكثرة قراءة القرآن فإنه شفاء لما في الصدور ، بالقربات من صدقات وأعمال بر ، وكثرة الدعاء " اللهم اغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد " هذه كلها تغسل القلب وتطهره .
(2) تعظيم الباري ، بتعظيم أمره ، و" تعظيم قدر الصلاة " أمر في غاية الأهمية وقد ألف في ذلك المروزي كتابا نافعا بهذا الاسم فارجع إليه ، فالإحساس بعظم الشيء يبعث على الاهتمام .
وتعظيم الله ينشأ عن معرفته لا سيما بصفات جلاله فإذا وقر في القلب أن الله هو العظيم الجليل العزيز المتكبر ... فإنه يبعث على هيبته وإجلاله لا سيما حال الوقوف بين يديه .
(3) تعلم الخشوع .
وأحيلك هنا إلى رسالة للشيخ محمد صالح المنجد جيدة بعنوان 33 سببا للخشوع في الصلاة يمكنك الاستفادة بها وهي على هذا الرابط :
http://islamqa.com/index.php?p g=article&ln=ara&article_id=30
(4) ومن الأمور التي أحب لفت النظر لها كعلاج : كثرة الذكر لعلاج الغفلة بشكل عام ، والتجهز قبل الصلاة بذلك يعين على الخشوع والتدبر بإذن الله .
أما علاج قسوة القلب :
فيمكنك الرجوع إلى محاضرة بهذا العنوان لي على هذا الرابط :
http://www.manhag.net/ola/deta ils.php?file=87
ومما جاء فيها :
علاج قسوة القلب:
1- الخوف المزعج:
قال بعض السلف( خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحوا الشهوات عن القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق)
ذهب ميمون بن مهران إلى الحسن البصري فقال : ياابا سعيد قد أنست من قلبي غلظه قال الحسن: بسم الله الرحمن الرحيم افرايت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون مااغنى عنهم ما كانوا يمتعون) فسقط ميمون مغشيا عليه , وكان معه ابنه فقال له ماالامر؟ قال لقد قال آية لو فهمتها ما طاب لك عيش لحظه).
قال القرطبى في كتاب التذكرة: علاج قسوة القلب:
1- حضور مجالس الوعظ والتذكر والتخويف وسماع أخبار الصالحين.
2- كثرة ذكر الموت
شكت امراءة إلى عائشة قسوة قلبها فقالت عائشة اكثرى من ذكر الموت يرق قلبك ففعلت فرق قلبها فجاءت عائشة تشكرها.
3- مشاهدة المحتضرين .
4- زيارة القبور.
التطبيق العملي :
1- اسمع شرائط كثيرة عن الدار الآخرة ولو كل يوم شريط.
2- أكثر ذكر الموت واكتب وصيتك بيدك لتستشعر انك ستموت.
3- أكثر من زيارة المستشفيات والمرضى.
4- اجلس بغرفتك في الظلام وتصور انك في قبرك.
5- اشترى كفنا واجعله أمامك ليذكرك بالآخرة.
6- احضر غسل ميت قال رسول الله – - ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة(.
7- السماع عن أحوال المحتضرين أقرأ كتاب أحوال المحتضرين لابن أبى الدنيا.
2- تلاوة القران لاسيما آيات الوعيد:
فاقرأ السور والآيات التي ترقق القلب ومثال ذلك:
1- قراءة سورة(ق): فكان رسول الله- - يكثر قراءتها على المنبر حتى قالت امراءة حفظت سورة ق من رسول الله كان يكثر من قراءتها على المنبر.
(2) افعل عمل فذ كبير ليكسر حجارة قلبك:
1- تصدق بصدقة كبيرة. 2- أختم القران في مدة صغيره لما تفعلها من قبل.
3- أكثر من الذكر فأبا هريرة كان يسبح ويستغفر في اليوم 12 ألف مرة.
افعل أعمال كثيرة لتشقق حجارة قلبك:
افعال خفيفة وبسيطة لكنها كثيرة مثل:
1- اثني عشر ركعة في اليوم والليلة 2- كثرة الاستغفار والمداومة عليه.
وغيرها من الأعمال التي تقوى عليها.
فعل يجعل قلبك يهبط من خشية الله:
قال تعالى: ( لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) فأنزل القران على قلبك ليهبط خشية لله.
الأمر الثالث : علاج العجب :
فقد ذكر الإمام الغزالي أن العجب يكون بسبعة أمور وذكر علاج كل واحد منها :
الأول : أن يعجب ببدنه :
في جماله وهيئته وصحته وقوته ، وتناسب أشكاله وحسن حورته وحسن صوته ، فيلتفت إلى جمال نفسه ، وينسى أنه نعمة من الله تعالى ، وهو معرض للزوال في كل حال . .
وعلاجه : هو التفكر في أقذار بطنه في أول أمره ، وفي آخره ، وفي الوجوه الجميلة والأجسام الناعمة كيف أنها تمزقت في التراب وأنتنت القبور ، حتى استقذرها الطباع .
الثاني : العجب بالبطش والقوة :
كما حكي عن قوم عادٍ أنهم قالوا { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } [15: سورة فصلت].
وعلاجه :أن يشكر الله تعالى على ما رزق من العقل ، ويتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه يوسوس ويجن بحيث يُضحك منه ، فلا يأمن أن يسلب عقله إن أعجب به ، ولم يقم بشكره ، وليعلم أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا ، وأن ما جهله أكثر مما عرفه .
الثالث : العجب بالنسب الشريف :
حتى يظن بعضهم أنه ينجو بشرف نسبه ونجاة آبائه وأنه مغفور له ، ويتخيل بعضهم أن جميع الخلق له موالٍ وعبيد !
وعلاجه : أن يعلم أنه مهما خالف آباءه في أفعالهم وأخلاقهم وظنّ أنه ملحق بهم فقد جهل ، وإن اقتدى بآبائه فما كان من أخلاقهم العجب ، بل الخوف والازدراء على النفس ومذمتها ، ولقد شرفوا بالطاعة العلم والخصال الحميدة لا بالنسب ، فليتشرف بما شرفوا به .
ولقد ساواهم في النسب وشاركهم في القبائل من لم يؤمن بالله واليوم الآخر ، وكانوا عند الله شرًّا من الكلاب وأخسَّ من الخنازير ، ولذلك يبين الله تعالى أن الشرف بالتقوى لا بالنسب ، فقال{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [13: سورة الحجرات] .
الرابع : العجب بنسب السلاطين الظلمة وأعوانهم دون نسب الدين والعلم
، وهذا غاية الجهل .
وعلاجه :
أن يتفكر في مخازيهم وما جرى لهم من الظلم على عباد الله والفساد في دين الله ، وأنهم الممقوتون عند الله تعالى، ولو نظر إلى صورهم في النار وأنتانهم وأقذارهم لاستنكف منهم ، ولتبرأ من الانتساب إليهم ..
الخامس : العجب بكثرة العدد :
من الأولاد والخدم والعشيرة والأقارب والأنصار والأتباع ، كما قال الكفار : {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا } [35: سورة سبأ] . وعلاجه : أن يتفكر في ضعفه وضعفهم ، وأن كلهم عبيد عجزة ، لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعا ، ثم كيف يعجب بهم وأنهم سيتفرقون عنه إذا مات ، فيدفن في قبره ذليلاً مهيناً وحده لا يرافقه أهلٌ ولا ولد ولا قريبٌ ولا حميمٌ ولا عشير ٌ .
السادس : العجب بالمال .
كما قال تعالى إخباراً عن صاحب الجنتين { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [34: سورة الكهف] .
وعلاجه : أن يتفكر في آفات المال وكثرة حقوقه وعظيم غوائله ، وينظر إلى فضيلة الفقراء وسبقهم إلى الجنة يوم القيامة ، وإلى أن المال غادٍ ورائح ولا أصل له ، وإلى أن في اليهود من يزيد عليه في المال ، وإلى قوله (( بينما رجل يتبختر في حلةٍ له ، قد أعجبته نفسه إذا خسف الله به ، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) [متفق عليه] . وأشار به إلى عقوبة إعجابه بماله ونفسه .
السابع : العجب بالرأي الخطأ :
قال تعالى {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } [8: سورة فاطر] . وقال تعالى : { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [104: سورة الكهف] . وجميع أهل البدع والضلال إنما أصروا عليها لعجبهم بآرائهم .
وعلاجه : أن يكون متَّهماً لرأيه أبداً لا يغترُّ به إلا أن يشهد له قاطع من كتاب أو سنة أو دليل عقلي صحيح جامع لشروط الأدلة ، فإن خاض في الأهواء والبدع والتعصب في العقائد هلك من حيث لا يشعر .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيــــــــــــــراً