نصائح لضبط الأطفال كثيري الحركة بطريقة إيجابية‎

يشغل الكثير من الأمهات أوقاتهن بالطفل المتحمس بشكل كبير أو المتطلب، مما يوقعهن أحيانا في حيرة من أمرهن في التعامل مع تلك المتطلبات، خصوصا إذا بات هذا الطفل يثير الكثير من المشاكل مع أقرانه.

وفي مثل هذه الحالة، ينبغي تجاهل علم جراحة الدماغ والحاسوب والفيزياء التي تقدم نظريات لا مكان لها في عالم الأمومة، حول آليات التعامل مع الأطفال.

فالأمومة هي أصعب وظيفة في العالم وأجملها، وهي معقدة إلى حد ما، فعلم الضبط لمرحلة الطفولة هو أكثر المواضيع إثارة للجدل حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الأطفال الأكثر حماسة وتربيتهم وأكثرها جدلية حتى الآن.

وأمام والدة الطفل الحماسي والنشيط والموهوب مهمة مليئة بالتحدي، خصوصا حين تلجأ الكثير من الأمهات إلى طرق تساعدهن على التعامل مع أطفالهن وتأديبهم بأساليب عاطفية وتعليمية في الوقت ذاته.

والتقنيات والاستراتيجيات التالية تساعد على ضبط الطفل "الحماسي"، وتعمل بشكل فعال، ولها أثر إيجابي عليه وعلى علاقته مع الأم والمحيطين:

- التعليم وليس العقاب، ففي الثقافة المعاصرة، يتم استخدام كلمة "ضبط" كمرادف لكلمة "عقاب"، ولكن الأمر لا يجب أن يكون على هذا النحو.

فالانضباط كلمة تتعلق بالتعليم بشكل حرفي وليست نتيجة له، وعلى الأم بأن تكون معلمة بالدرجة الأولى، وأن تتأكد من انضباط طفلها كما يضبط المعلم تلاميذه. فعمل الأم كمعلمة لتأديب أطفالها، يعني أن تشرح لهم كل قاعدة يجب أن ينفذوها، وعواقب كسرها بطريقة واضحة.

وبدلا من معاقبة الطفل مثلا للعبه بالمقص، يجب التوضيح له باستخدام لعبة، ما يمكن أن يقوم به في مثل هذه الحالة لتفادي خطر المقص، وبهذا ننهي وبطريقة تعليمية الصراع الآلي الناجم عن العقاب من غير توضيح.

- لا تخافي من إظهار العواطف، فرغم أن بعض خبراء الأبوة يشجعون الآباء والأمهات على حجر وضبط حركات الوجه والحفاظ على الهدوء عند التعامل مع الأطفال النشطين، يرى آخرون، وبعد دراسات معمقة حديثة، أنه في بعض الأحيان يجب على الوالدين التصرف بدراماتيكية وإظهار رد فعل كبير؛ مثل الإحساس بالألم والصراخ أمام الطفل.

فالطفل لن يتعلم التعاطف وتقدير المشاعر ما لم يرى رد فعل مباشرا أمامه عن التصرف الذي قام به. وحين يتصرف الطفل في المرة المقبلة تصرفا غير عادل، يتجاوز فيه الحد، يجب إظهار الأم لردة فعل عاطفية، فهي كفيلة بتعليم الطفل مدى سوء تصرفه بدلا من العقاب والتجاهل.

- لا تستخدمي العنف، حتى مع بعض تصرفات الأطفال التي تقود إلى الجنون، وتدفع الأم لأن تفقد زمام الأمور، ويكون لا مفر من صفع الطفل، إلا أن العواقب النفسية والبدنية عقيمة عليه، وتؤثر على نموه العاطفي والمعنوي.

وفي حال وجوب فرض عقوبات على الطفل لتصرفاته السيئة، يجب اختيار العقاب الخالي من العنف والضرب، لأن الضرب يجعله أقل امتثالا للأوامر، وأكثر عنفا مع أقرانه الصغار، ناهيك عن عناده المتزايد وحالة البلادة والغضب التي سترافقه.

– حاربي الملل، فالعديد من حالات سوء السلوك للأطفال مرتبطة بشعورهم بالملل وبحثهم المستمر عن تغيير في الروتين، فعقل الطفل بحاجة إلى احتياجات محفزة بشكل دائم، وإلا فإنه سيتحول إلى المشاكل للترفيه عن نفسه.

فإذا حاول الطفل أن يرسم ويخربش على الجدران، لا تدعيه يقوم بذلك، ولكن زوديه بقماش وألوان قابلة للغسل ودعيه يلعب.

والمقصود هنا تقديم التوجيه للطفل، ليفهم الفرق بين المقبول وغير المقبول في اللعب، وبهذا يمكن تمكينه من البحث الآمن بطرق خالية من الفوضى، وتبقيه مشغولا فترة من الوقت.

- أثني على الأمور الحسنة، وحاولي أن لا تثني على تصرفات طفلك الخارجة عن السيطرة حتى لو كانت جيدة. وبدلا من ذلك، ذكريه بموافقتك على تصرفات شخصيته التي تبرز ذكاءه، وكوني واضحة وحددي الأمور التي توافقين عليها أثناء اللعب، وأثني على لفتاته الخاصة. فهذا النوع من التعزيز الإيجابي يخلق بيئة متوازنة للتعلم والتطور الأخلاقي.